أصدرت دار جامعة عدن للطباعة والنشر كتاب جديد ضمن
سلسلة الكتاب الجامعي لعام 2013
بعنوان:
التعليم الأهلي ... رؤية تطويرية
دراسة تطويرية للمدارس الأهلية ومكاتب التربية بحضرموت
لـ سالم أحمد باوادي
غلاف الكتاب

وقد جاء في مقدمته
إن من أخطر الأزمات التي تواجه الأمة اليوم هي الأزمة في التربية والتعليم، وإن كانت هناك أزمات أخرى ، مثل أزمة في الاقتصاد , وأزمة في الأمن القومي والغذائي ، وأزمة في السياسة , وأزمة وفي الثقافة ، ولكن أزمة التربية والتعليم تعد من أخطرها، لأنه إذا صلحت التربية والتعليم صلح الإنسان, وإذا صلح الإنسان صلحت السياسة والاقتصاد, والمتتبع لحال التعليم اليوم في العالم العربي يجد أنه ينقصه الشيء الكثير, وعندما تقارن حال التعليم في هذه الدول وما وصل إليه التعليم في الدول المتقدمة تجد الفجوة واسعة وكبيرة, على سبيل المثال لا الحصر نجد نسبة الإقبال على التعليم في العالم العربي لا تتجاوز 21.8% بينما تصل النسبة في كوريا الجنوبية91% وفي استراليا 72% وعند العدو الإسرائيلي 58%ً
([1])، وفي كندا 90.2 % و في الولايات المتحدة 81 % وبالرغم من الانتشار والتوسع والتنوع وتطور الوسائل التعليمية , إلا إننا لا نزال نشعر أنه يوجد تخبط في السياسات التعليمية والمناهج، وغياب الإرادة العازمة على إخراج الأمة من حالة الضعف والاعتماد على الغير في جميع تفاصيل حياتها من الغذاء إلى الملبس والمركب, إلى أمة واعية بذاتها معتمدة على نفسها.
ولعل من أهم القضايا المطلوبة في هذا السياق دراسة الظروف الاجتماعية والثقافية والسياسية التي وصلت بالأمة إلى هذه الحالة، وبدلاً من أن نلعن الظلام نوقد شمعة، وعلينا أن نبدأ بتصحيح الأوضاع وإعادتها إلى طريقها الصحيح في الوصول إلى الهدف المنشود وهو إخراج أمة متعلمة ومدركة لقيمها وثقافتها وقضاياها معتمدة على نفسها ومنتجة, وهذا لا يتحقق إلا بإصلاح التعليم وتطويره.
لذلك لابد من تقديم التصورات الإصلاحية التطويرية : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ
[ الرعد 11 ]. وإن أية عملية إصلاح أو تغيير للأوضاع تتطلب عملية نقدية جريئة للواقع المراد تغييره, لمعرفة جوانب الخلل والضعف لمعالجتها ومعرفة جوانب القوة والنهوض بها. ثم تحتاج إلى إرادة وعزيمة لا تعرف اليأس.
إن إرادة التغيير لا تنافي القدر ولا تصادمه، الذي بات يشكل تكأة ومسوغاً للقاعدين والمنسحبين وأصحاب المذاهب الإرجائية ، ومن ينتسبون إلى القدر، ويدَّعون الإيمان به, بل الله أراد لنا أن ندفع القدر بأقدار أحب إلى الله منها. كما يقول ابن القيم رحمه الله بفهمه الدقيق ورؤيته الذكية: (( ليس المسلم الحق هو الذي يستسلم للقدر، وإنما هو الذي يدفع القدر بقدر أحب إلى الله))(
[2]).
ترجع بدايات التعليم الأهلي في حضرموت بصورته الحديثة إلى بدايات القرن الرابع عشر الهجري _القرن العشرين الميلادي_ حيث شهدت هذه المسيرة انطلاقة قوية ثم تعثرت ثم توقفت، ثم بدأ التعليم الأهلي يظهر على الساحة الحضرمية من جديد بقوة، ويزداد انتشاراً بالاتجاهين الأفقي والرأسي، حيث ظهر التعليم الأهلي الجامعي لأول مرة في تاريخ حضرموت, والتعليم الأهلي المهني والتدريبي، ولا شك أن هذه الجهود الكبيرة التي يقوم بها المصلحون والغيورون تحتاج إلى دعم وتطوير، من خلال تقديم الأفكار التي تساعدهم على تجاوز العثرات والصعاب، لذلك تعالج هذه الدراسة هذا الموضوع، حيث بَدَأَت باستعراض تاريخ التعليم الأهلي في العصر الحديث بشكل مختصر وانتهت بتقديم تصورات وأفكار للنهوض بهذه الجهود ووضعها في المسار الصحيح, وقد يعتب علينا البعض هذا الاختصار وعدم ذكر بعض الجهود هنا وهناك وعدم الترجمة لبعض الرواد, والاكتفاء ببعض هؤلاء , والسبب هو عدم الرغبة في الإطالة في تتبع المسار التاريخي للتعليم الأهلي و الاستغراق في التفاصيل لأن موضوع الكتاب مخصص لتقديم رؤية تطويرية لمؤسسات التعليم الأهلي القائمة اليوم, لكن كان من الضروري أن نمهد لذلك بلمحة تاريخية لمسيرة التعليم الأهلي في حضرموت حتى يكون مدخلاً مناسباً.
إن هذا البحث يعد محاولة من الباحث في وضع تصور لتطوير ومعالجة أوضاع التعليم الأهلي على الساحة الحضرمية كأنموذج، حيث بدأت الدراسة بتشخيص واقع المدارس الأهلية وتقديم رؤية تطويرية للواقع من جانبين: جانب العملية الإشرافية والدعم المقدم من قبل الدولة، والجانب الآخر تقديم منهجية لتطوير المستوى التعليمي والإداري لهذه المدارس. ولذلك بدأنا نحدد المشكلة التي يتناولها البحث وهي تتمثل في الأسئلة الثلاثة الآتية:
1. ما واقع مدارس التعليم الأهلي ومكاتب التربية في حضرموت؟
2. وما أوجه القصور والضعف الذي تعاني منه مكاتب التربية ومدارس التعليم الأهلي؟
3. وما الإمكانات والدعم الذي يمكن أن تقدمه الدولة لهذه المدارس؟
وفي البدء أحب أن أشكر كل من عان وساند على إتمام هذا العمل المتواضع ونشره, ومنهم اشكر الأخ المهندس فهد عوض باعويضان بما أبداه من دعم وتشجيع, والأخ الدكتور عمر سالم يسلم المحمدي , والدكتور
أمين مهيوب شريان , وكذلك أشكر مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية وعلى رأسها الدكتور الجليل صالح عوض عرم, وعبره اشكر وأقدر ما بَذَلَه الشيخ الفاضل المهندس عبدالله أحمد بقشان في تمويل طباعة هذا الكتاب على نفقته, نسال الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه ويجزي الجميع خير جزاء.
مدخل الدراسة----------------------------------------------------- 9
الفصل الأول: مفهوم التعليم---------------------------------------- 13
المقدمة ----------------------------------------------------------- 15
تعريف التعليم----------------------------------------------------- 16
التعليم والتدريس--------------------------------------------------- 18
التعليم الأهلي------------------------------------------------------ 18
نظم التعليم-------------------------------------------------------- 19
التعليم والتربية---------------------------------------------------- 21
أهمية التعليم------------------------------------------------------- 24
دور التعليم في نهضة الأمة(التعليم مدخل استثماري)--------------- 26
الفصل الثاني: نشأة التعليم الأهلي في حضرموت------------------- 31
توطئة -------------------33
مراحل تطور التعليم الأهلي في حضرموت------------------------- 37
الزوايا والكتاب---------------------------------------------------- 37
الأربطة----------------------------------------------------------- 38
المدارس---------------------------------------------------------- 40
الفصل الثالث: التعليم الأهلي في حضرموت بعد الاستقلال---------- 59
الفصل الرابع: التعليم الأهلي في حضرموت في عهد الوحدة-------- 67
التعليم الأهلي في عهد الوحدة -------------------------------------- 69
التعليم الفني والتدريب المهني الأهلي.----- ----- 90
التعليم الأهلي الجامعي-------------- 99
الفصل الخامس: رؤية تطويرية------------ 109
مفهوم التطوير التنظيمي في المؤسسات التربوية----- --115
أنواع التطوير التنظيمي--------------117
تصور تطويري يخص مكتب وزارة التربية ---------120
تصور تطويري يخص مؤسسات التعليم الأهلي----- -- 142
الفصل السادس: بناء إطار استراتيجي للمدرسة الأهلية------ 181
المراجع------------------ 205