مقدمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .. بفضل الله وتوفيقه تم إصدار كتابي الموسوم بــ (النظريات الاجتماعية والبحث العلمي) : دراسة تحليلية بالتركيز على نظريات علم الاجتماع.
و يُعدُّ هذا الكتاب محاولة لتسليط الضوء على النظرية والبحث العلمي بالتركيز على أهم على الممارسات , التي تتضمن نظريات ومناهجه البحث في علم الاجتماع ؛ بوصفه أحد العلوم الاجتماعية والإنسانية ، التي تربط دراستها إرتباطًا وثيقًا بين منهج البحث والنظرية، ودورهما في بناء علم الاجتماع بذاته وتطويره ، وقد حرصنا على التيسير والتوضيح ما أمكن , مستبعدين الجدل النظري في موضوعات الكتاب، طامحين أن يسهم هذا الكتاب في إغناء الوحدة المنهجية للعلم ؛ نظرًا لأهمية النظرية ومنهج البحث العلمي في مدِّ القارئ والباحث بالمعارف العلمية , التي باستيعابهم لها يستطيعون التعرف إلى الواقع ودراسة ظواهره، وإدراك ما تشتمل عليه تلك الظواهر من علاقات وعناصر وعمليات تغيرها، ومن ثم وضوح الرؤية في مآلات مستقبلها.
يشمل هذا الكتاب ثلاثة أقسام , هي:
- القسم الأول : المداخيل العامة لدراسة النظرية الاجتماعية : يتضمن المقدمة , واستعراض أهم الموضوعات المتعلقة بمفهوم النظرية , وشروطها , وعناصر بنائها , وعلاقة النظرية بالمنهج والبحث العلمي، وعلاقتهما بعلم الاجتماع، وكذلك شروط اختيار النظرية وضوابطها في الدراسات البحثية وإشكالية التعدد النظري , ثُمَّ توزيعها في خمس وحدات دراسية.
- القسم الثاني استعرض عددًا من النظريات الاجتماعية سواء أكانت النظريات الكلاسيكية أم المعاصرة والحديثة , بطريقة تسهل علًى الطالب والباحث في العلوم الاجتماعية عمومًا وعلم الاجتماع خصوصًا استيعاب مضامين النظرية ومنهج البحث العلمي, وشمل هذا القسم إحدى عشرة وحدة دراسية.
- القسم الثالث بحث منهجية البحوث الاجتماعية عمومًا وعلم الاجتماع خصوصًا , وعلاقته بالنظرية العلمية في ست وحدات دراسية، استعرضنا صورًا عامة عن محددات البحث العلمي : أسسه , وتقنياته , ومناهجه، وعلاقته بالنظرية العلمية، - وهو استكمالاً وامتداداً للقسمين الأول والثاني - بالتعرف إلى مضامين البحث المتبعة في العلوم الاجتماعية وأسسه ؛ لتعطي صورة واضحة للباحثين والطلاب والمشتغلين بالبحث العلمي عامةً ؛ بغرض الاستفادة منهما وتطبيقهما في عملية البحث العلمي، إضافة إلى فهم واستيعاب الدراسات السابقة , التي أنجزت في ميدان العلوم الاجتماعية , والتعريف بأهمية الطرائق المتبعة في خطط البحث العلمي وتقنياته الأساسية في جمع المادة العلمية ومعالجتها بصورة منهجية متسقة ، على وفق ما يتطلبه منهج البحث العلمي، مستعرضًا أهم المناهج العلمية الأكثر إفادة في البحث الاجتماعي، وكيفية تصميم البحوث واتّباع خطواتها العلمية وطرائق جمع البيانات والمعلومات , وصياغة المشكلة والفروض، وأدوات البحث , ومعرفة أنواع العينات وطرائق اختيارها.
ومن واقع تجربتي في تدريس النظريات الاجتماعية ومناهج البحث الاجتماعي في برامج الدراسات العليا بالجامعة لسنوات عديدة ، ومعرفتي بمستوى طلاب الدراسات العليا وما يواجهونه من صعوبات تتعلق في البناء النظري والمنهجي , الذي تتطلبه رسائلهم وأطاريحهم العلمية. وجدتُ أنَّه من المهمِّ أن أسهم في إعدادهذا الكتاب المرجعي , الذي نأمل أن يكون في متناول طلاب الدراسات العليا ؛ للاستفادة منه في دراستهم العليا وعند إعداد مشروعاتهم البحثية.