جميلة محمد محمد الكمالي

ملخص الدراسة

تعتبر الأسرة المؤسسة الاجتماعية الأولى المسئولة عن التنشئة الاجتماعيةوالضبط الاجتماعي، وهي عماد المجتمع وهي الأمر الطبيعي للترابط والتماسك بينأعضائها وبصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد المجتمع ويختل توازنه، لذلك فإنفقدان الأسرة بدورها الأساسي تجاه أطفالها يعتبر مؤشراً اجتماعياً خطيراً يدفعبالأطفال إلى الضياع والجنوح ويهدد بالتالي كيان الأسرة والمجتمع وينذرهبالانهيار.

لذلك اختارتالباحثة موضوع الدراسة الموسوم (التفكك الأسري وعلاقته بجنوح الأحداث) لمعرفةأسباب وعوامل هذا التفكك وعلاقته بجنوح الأحداث.

لذلك هدفتالدراسة إلى التعرف على أنماط التفكك الأسري وكذا معرفة العوامل التي أدت إلى بروزهذه الظاهرة وانتشارها في المجتمع اليمني ومعرفة علاقة التفكك الأسري بجنوحالأحداث.

واُستخدم فيهذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لوصف وتشخيص ظاهرة التفكك الأسري وعلاقتهبجنوح الإحداث، والمنهج التاريخي للكشف عن التحولات الاجتماعية والاقتصادية التيطرأت على طبيعة وبنية الأسرة إضافة إلى المنهج المقارن، للمقارنة التاريخية بينأنماط بناء الأسرة اليمنية ووظائفها في الماضي والحاضر.

لقد خلصتالدراسة إلى أن التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع بصفة عامةوعلى الأسرة بصفة خاصة قد أثرت على عملية التنشئة الاجتماعية، حيث أن الأسرة لمتعد هي المؤسسة الوحيدة والأساسية التي تقوم بهذه العملية، ولكن أصبح هناك مؤسساتأخرى تقوم بها، مما ترتب عليه تعدد مصادر الضبط الاجتماعي، كما أن هذه التحولات قدأثرت على الأسرة بكافة جوانبها وساعدت على إدخال مفاهيم وقيم جديدة أثرت على علاقةالوالدين بالأبناء وساعدت على جنوحهم.

كما أن هذهالتحولات ساعدت على وجود عوامل مختلفة منها اجتماعية وأخرى اقتصادية أدت إلى سوءالعلاقة بين الوالدين ونشوب الخلافات والنزاعات المستمرة بينهما والتي قد تصل فيبعض الأحيان إلى العنف الذي يؤدي إلى تفكك بعض الأسر وانحلالها.

إن التفككالأسري يؤدي في بعض الأحيان إلى تهيئة الظروف لجنوح أفراد الأسرة وخصوصاً الأبناء،فعندما تتفكك الأسرة ويتشتت شملها ينتج عن ذلك شعور لدى أفرادها بعدم الأمانالاجتماعي وضعف القدرة على مواجهة المشكلات وتحولهم للبحث عن أيسر الطرق للوصولإلى الهدف، ومن هذا تغييب للضمير والالتزام بالمعايير والنظم الاجتماعية السائدةالتي توجه سلوك الأفراد نحو الطرق المقبولة لتحقيق الأهداف بصورة مشروعة، والشاهدعلى ذلك هم الأحداث الذين يجنحون ويقعون في سلوك إجرامي نتيجة لتفكك أسرهم.

فالتفكك الأسرييؤثر على عملية التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة حيث تؤدي إلى إهمالالوالدين وسوء معاملتهما للأبناء الأمر الذي تفقد فيه الأسرة الأسلوب الصحيح فيالرعاية الوالدية في عملية التنشئة ويجعلهم عاجزين عن الرقابة والتوجيه إلى السلوكالسليم.

 فهرس المحتويات