آخر تحديث :Thu-25 Apr 2024-10:01PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

البروفسور عبدالعزيز بن حبتور في عيد ميلاده الستين

2015-08-08

موقع جامعة عدن الإلكتروني



البروفيسور / عبدالعزيز صالح بن حبتور أبا رامي المحترم:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يسرنا نحن مُحبيك من أصدقائك و طُلابك وابنائك واحفادك أن ننقل إليك أعطر التهاني والتبريكات بمناسبة عيد ميلادك الستين أطال الله في عمرك ومتعك بالصحة وزاد من أعمالك العلمية والانسانية  وهو اليوم الذي يصادف 8/8/2015 م ، أنها مناسبة هامة  بالنسبة لك تحتفي بها بالتواصل مع  أفراد أسرتك الكريمة و أصدقائك المقربين وتستعيد معهم جميعاً سجل شريط ذكرياتك الحلوة والمرة ، لكن المناسبة تعني لنا شيء مختلف ، دعنا نستعرض في مناسبة جميله  كهذه سيرة موجزة لحياتكم الممتدة لستين عام لا بد و ان تكون زاخرة بالأحداث والمعطيات والأنجازات ، ولأننا معجبون بك وفخورون بمسيرتك فتشنا في سيرتك الذاتية المنشورة  في أكثر من موقع وكِتاب وسألنا معاصريك من أصدقائك وزملاء دراستك و من أفراد أسرتك المقربين ووجدنا في مسيرتك شيء مُختلف وإستثنائي  ،

لقد هاجرت من قريتكم  ( غرير بغيل حبان / شبوه ) في سن مُبكِر أي بعد ان أنهيت الصف  الخامس ابتدائي وكانت وسائل المواصلات والاتصالات آنذاك بدائية وكنت في معظم رحلاتك إلى مدينة عزان تصلها مشياً على الأقدام شبه الحافية إذ تبعد المدينة عن قريتكم قرابة  { العشرين ك ٠م  } ، وهذه مسافة طويله وشاقة على طفل لم يتجاوزعمره الثالثة عشر سن ، لم تمنعك قسوة الطريق ولا طول مسافتها  كي تحقق ما ترنو اليه لمواصلة الدراسة  التعليم في مدينة عزان ، وبعد مضي عامين انتقلت كغيرك من طلاب المحافظة الرابعة آنذاك كما كانت تسمى قبل تسميتها شبوه  للدراسة في مدرسة نصاب الإعدادية وهناك توسعت مداركك و توثقت علاقاتك بزملائك من كل المحافظة تقريباً ،

و من هذه المرحلة بداءت  بواكير نشاطك  النقابي و الطلابي والشبابي في زمن مُبكر في تلك المرحلة و هناك أمضيت عامين متتاليين في الدراسة و النشاط ، بعدها انتقلت إلى مدينة عتق حاضرة محافظة شبوه وواجهتها الإدارية و الثقافية والسياسية و هناك أمضيت عامين ، تضاعفت أنشطتك الطلابية وتوسعت علاقاتك وتعمقت لديك  المفاهيم والإحساس العميق بحاجات الريف اليمني و شبوه على وجه الخصوص للتعليم والمؤهلين في مختلف الاختصاصات وهنا جوهر الفكرة والمسألة.


 ولضروف ريف شبوه وعدم وجود الصف الأخير لشهادة الثانوية العامة في كل محافظة شبوه قررت السلطة المحلية في م/ شبوه إرسال طلابها إلى مدينة زنجبار م/ أبين لأستكمال إنهاء المرحلة الثانوية وكانت ثانوية باجدار بزنجبار هي المحطة المفصلية لمواصلة المشوار التعليمي و في هذه المدينة الجميلة التي شكلت خليط من الفنون و الثقافات المحلية الجهوية للمدن والقرى اليمنية في جنوب اليمن آنذاك تعمق لديك الإحساس بأهمية توسيع علاقاتك وصلاتك وتكونت لديك قاعدة واسعة  من الأصدقاء والرفاق لا زلنا حتى يومنا هذا نسمع منك  كثيرا من  أحاديثك العامة والخاصة  صدى فكرك وثقافتك وعلاقاتك الإنسانية التي نسجتها في زنجبار والمدن المجاورة لها من محافظة أبين ٠

 بعد إستكمال المرحلة الثانوية صدر قرار حكومي مركزي بألتحاق عدد من خريجي الثانوية العامة إلى الكلية العسكرية بمعسكر صلاح الدين م/ عدن و ألتزم عددٍ من زملائك الخريجين بالقرار وسُجلوا بالكلية العسكرية ، الغريب انك رفضت و تمردت على القرار للتسجيل كضابط مستقبلي وكان مبررك الوحيد انك إنسان مدني وقد تفشل في حال قبولك بهذا الاختصاص وصدقت نبوئتك ، وبقيت عام كامل تصارع الأجهزة الادارية في العاصمة عدن آنذاك إلى ان حصلت على فرصة للدراسة بالخارج في مجال الطيران المدني تخصص كابتن طيار على طائرة ألبوينج وهناك من ساعدك على التسجيل و خضعت للامتحان النظري وفحص اللياقة الصحية ونجحت وعند استكمال إجرآت السفر طلبوا منك ضمانة تجارية

لعودتك لليمن الديمقراطي بعد انتهاء دراستك و هنا عَجزت عن تقديم تلك الضمانات اللازمة وقررت الدراسة بجامعة عدن كلية الاقتصاد والإدارة في العام الأكاديمي 1977/1978م ومن هنا إنطلقت في مشوارك التعليمي نحو مستقبلك الشخصي أمضيت في الكلية أربعة أعوام حافلةٍ بالتحصيل العلمي والنشاط النقابي والسياسي في أُطر إتحاد طلاب جامعة عدن ومنظمات الحزب الاشتراكي اليمني وهي الأطر التنظيمية الوحيدة المسموح بها آنذاك في ظل الحكم الشمولي ، تخرجت من الجامعة في العام 1981م وعينت مباشرة مدير التجهيزات بالجامعة ومعيد بكلية الاقتصاد والإدارة ،

و في نفس العام تزوجت بشريكة عمرك التي شاركتك كل هذه النجاحات والأنجازات في مسيرتك العلمية والعملية ، في مطلع عام 1982م تم إنتخابك سكرتير أول المنظمة الحزبية الفرعية بالإدارة المركزية بجامعة عدن وفي العام الذي يليه إنتُخبت سكرتير أول للمنظمة الأساسية للحزب بالجامعة وهو موقع رفيع بالجامعة آنذاك ، عِشتَ معركة فكرية وسياسية طاحنة بين جناحي الحزب الاشتراكي قبيل كارثة 13 يناير المشؤمة باعتبارك الرجل الأول في الحزب بالجامعة آنذاك واثبت التاريخ بانه كان صراعاً عدمياً لا جدوى منه ،لانها معركة خاسرة دارت رحاها بين قبائل ماركسية متخلفه نتج عنها تمزيق النسيج الأجتماعي والوطني والإنساني اليمنيين ولازالت ذيولها ممتدة إلى يومنا هذا ،

و في هذه المرحلة من العمل الاكاديمي حصلت على اللقب العلمي مدرس و كُنت مدرساً ناجحاً في تدريس وإدارة سيمنارات مساقات الإدارة الاقتصادية ٠ في تاريخ 26/9/1985م قررت الكلية والجامعة ابتعاثك للدراسات العليا بجمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً ، وفي حواضر ألمانيا العظيمة بالعاصمة برلين و مدينة لايبزج أنهيت دراسة اللغة الألمانية والماجستير وكانت سنوات الذروة في التحصيل العلمي الأكاديمي إذ كُرمت حينها كواحد من الطلاب المجتهدين علمياً والناشطين طلابياً في ألمانيا و حصلت على شهادة تكريم وهديةٍ رمزيةٍ من معالي وزير التعليم العالي الألماني ، ولمزيداً من شرف التكريم كُلفت في ذلك الاحتفال المُهيب على مستوى الجمهورية ان تُلقي كلمة عن المكرمين الأجانب وسط حضور لافت من القيادات السياسية والأكاديمية في ألمانيا ٠

عُدت إلى عدن بعد إنهاء دراسة الماجستير وامضيت قرابة فصل دراسي باليمن وعدت بعدها الى المانيا بعد أن تحققت الوحدتين اليمنية الألمانية وبداءت حينها مشوار مرحلة دراسة الدكتوراه وكانت مرحلة دراسية معقده ولكنك أَصريت على إنجازها في ثلاثة أعوام وأنهيت الدراسة سبتمبر 1992م ، وأمضيت في دراستك للغة والماجستير والدكتوراه "سبع سنوات" ، عدت إلى جامعتك المحببة اليك و حاضنتك الأولى ومنها كانت الأنطلاقة نحو فضآت المعرفة و البحث العلمي حاملاً في وعيك فكراً وعلماً حديثاً من أوروبا ذات التاريخ العريق في شتى المجالات ولكن لازال الهاجس الأول لديك هو في كيفية تأهيل الطلاب والطالبات من الناحيتين العددية والكيفي، والتقيت في الكلية باساتذتك القدامى وزملائك وعدد من طلابك وفي العام 1993م تم انتخابك رئيساً للقسم العلمي بالكلية ( قسم إدارة الأعمال ) وأدرت القسم باقتدار ومهنية كبيره ، جائت الأحداث المأساوية في العام 1994م وحَصَدت الحرب الآلاف من أبناء شعبنا اليمني من كلا طرفي النزاع المسلح ، وحينما حطت الحرب أوزارها إحتاجت لك القيادة السياسية آنذاك إلى خدماتك العلمية والإدارية والسياسية و عُينت نائباً لرئيس جامعة عدن وأمينها العام قدمت فيها جهدك الملموس في إعادة بناء وتأهيل الجامعة مع كوكبة من أساتذة الجامعة وشَهد لك المنصفين من خصومك قبل أصدقائك بقدراتك وحكمتك وإنسانيتك و تسامحك وتعاونك مع الجميع دون استثناء و أستمر تكليفك بهذا المنصب "سبع سنوات" ٠

في العام 2001م عُينت بمنصب جديد أكثر حساسية وتعقيداً كنائب لوزير التربية والتعليم وهناك في العاصمة صنعاء حاضرة اليمن وعمقها التاريخي التليد إتسعت فرصة إظهار قدراتك الإدارية و التربوية والسياسية والانسانية و أستطعت ان تَبني أقوى العلاقات الإنسانية في وزارة التربية والتعليم وعلى مستوى المؤسسات الاخرى في بيئةٍ جديدةٍ نسبيا عليك ولا زال المواطنين والمسؤولين يذكرونك بقدرٍ عالٍ من الاعتزاز الوطني والمهني وهذا أمر معروف في أوساط التربويين والتربويات على مستوى الوطن اليمني كله و قدمت في هذه المرحلة أعمال إدارية تربوية مشهود لها بالنوعية العالية في أوضاع إجتماعية معقده وأمضيت في هذا المنصب أيضاً " سبع سنوات " ٠

في النصف الأول من عام 2008م صدر قرار تعيينك رئيس جامعة عدن وعدت مرة جديدة لجامعتك حيث كانت هي المبدتى وفيها عدت لزملائك ومحبيك من أساتذة و موظفين وطلاب وبداءت رحلة جديدة تواصل فيها جهد وانجازات زملائك رؤساء الجامعة السابقين واستطعت بأقتدار لافت من أن تحول جامعة عدن إلى أشبه بخلية نحل في التطوير الأكاديمي والبحث العلمي والندوات العلمية وتطوير البنية التحتية وإفتتاح المزيد من الأقسام العلمية والأختصاصات وكذا الكليات الجديدة و التوسع الرأسي والأفقي لجامعه كبيره هي الأعرق في اليمن و تمتد بمساحة جغرافية تبداء من عدن غرباً إلى شبوه شرقاً ، ووسعت علاقات الجامعة مع الجامعات العربية والإسلامية والعالمية من ماليزيا وإندونيسيا شرقاً مروراً بروسيا وألمانيا وإيطاليا إلى جمهورية كوبا غرباً مروراً بجامعات عالمنا العربي في العراق و السعودية ومصر والأردن والجزائر والمغرب وكل هذا النشاط الواسع كان بمساعدة كل زملائك الأكاديميين في الإدارات الأكاديمية المختلفة ،

استمريت في هذا المنصب أيضاً " سبع سنوات ، كل محبيك وأنصارك وطلابك تفائلوا خيراً بتعيينك الأخير كمحافظ لمدينة عدن وتمنوا لهذه المدينة الجميلة الساحرة المظلومه من نقلة نوعية في المجالات التنموية و الخدمية والعمرانية ونفض ما علق بها وعلى وجهها الحزين من جور السنين الماضية وإزاحة بؤس المدينة التي خيم عليها لردحٍ طويلٍ من الزمان ولولا تسارع الأحداث ودخول اليمن في دوامة الصراع العسكري المسلح المخيف ولضروف نجهلها وبسبب الحرب بعدن تم تعيين محافظ جديد لعدن بعد ان أمضيت في هذا المنصب " سبعة اشهر " والقرار هو شان سياسي لا يعنينا مطلقاً ٠

 أستاذنا العزيز :

اختصرنا مشوار مسيرتك في سنوات نشاطك للجانب الإداري والمهني فحسب وتناولنا القليل جداً من أنشطتك الثقافية والسياسية والإنسانية لعلنا نجد مناسبة أخرى للكتابة عن هذه الجوانب المتعددة و لأننا في عجالة كهذه وفي مناسبة إرتأينا أهميتها لم نستطع ان نغطي كل نشاطك البحثي و الثقافي والتكريمات الدولية والأجنبية والمحلية والأنشطة الثقافية و السياسية المتشعبة ، ان الكتابة عنك وعن سيرتك ومن خلال التوصيف السردي السريع نستخلص الآتي :

نعم وجدناك الإداري البارع والسياسي المتمرس والناشط الحركي والباحث الأكاديمي كثير العطاء وصانع العلاقات الواسعة في داخل الوطن وخارجه ، وجدنا فيك الصبر والمثابرة والتسامح والعفو عند المقدرة والعزم و الوضوح في طرح الرأي و إتسمت شخصيتك ببساطة الإنسان البدوي وحذق و شطارة ابن المدينة وتنحاز كثيراً للقضايا الوطنية والعروبية والإنسانية ، واننا على يقين مطلق بانك ستواصل مسيرة العطاء في أي حقل إنساني في عامك الواحد والستين ، ومرة أخرى ندعو الله القوي العظيم بان يمتعك بالصحة وطول العمر ومن سيرتك نتعلم يا أستاذنا العزيز كل هذه القيم. 

من اعماق قلوبنا نرسل لك اعظم تحية إجلالا وإكبار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


أصدقائك ومحبيك ومؤسسي دار إبن حبتور للتوثيق والثقافة في عدن — اليمن ،،،

تنويه من إدارة دار إبن حبتور للتوثيق والثقافة  : وردتنا مجموعة كبيرة من أسماء أصدقاء الأستاذ / عبدالعزيز بن حبتور لإضافتها على رسالة التهنئة وحرصاً منا كي لا يسقط اسم صديق سهواً قررنا عدم ذكر اي اسم لان أصدقائه ومحبيه كُثر .