آخر تحديث :Thu-02 May 2024-11:35PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

في حوار خاص مع قناة روسيا اليوم.. الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور: بعض القوى القبلية والسياسية لا يروق لها ما سينتج عنه مؤتمر الحوار

2014-01-07

موقع جامعة عدن الإلكتروني



عدن/ رصد: جهاد وادي باحداد :

في حوار خاص تجسدت فيه روح  المسؤولية وعمق التحليل البناء تناول الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن وعضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل في مقابلة خاصة في برنامج "حديث اليوم" عبر قناة روسيا اليوم، الروسية، الأوضاع السياسية في اليمن، ومجريات مؤتمر الحوار الوطني، والاستخلاصات التي تمخض عنها المؤتمر حتى الآن..، وأهميته لإخراج البلاد من أزمتها، وفتح آفاق رحبة للتطور الحضاري المستقبلي, ووضع خلالها العديد من الرؤى والتحليلات حول ما تشهده الساحة السياسية وما تواجهه اليمن من تحديات عصيبة وفي هذه الفترة الحرجة من تاريخ هذا البلد.. تابعنا اللقاء لنشره لأهميته والتعرف على ما قدم خلاله من أراء تلامس تميزت بالعقلانية والموضوعية والتي طرحت من قلب رحـب ومنفتح:ــ


 

>>  كيف يمكن أن تقيمون المشهد السياسي والأمني في اليمن خلال العام 2013م بالنسبة لليمنيين؟

  بسم الله الرحمن الرحيم .. شكراً جزيلاً لقناة روسيا اليوم على هذه الاستضافة .

بطبيعة الحال اليمن انشغلت طيلة العام 2013م بمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي جمع كل الأطراف السياسية والذي حظي برعاية دولية , يحاول اليمنيين من خلالها تقديم صيغة مثلى لحل المشكلة السياسية المعقدة في بلادنا , وبكل تأكيد لم تكن كل الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني أو الغير مشاركين فيه رضيين عما يدور أو ما سيخرج عنه مؤتمر الحوار الوطني الشامل, بالتالي تظهر بعض الأصوات ,. وبعض الأفعال وردود الأفعال , وأيضاً الممارسات الخاطئة هنا أو هناك, وتأثر الجانب الأمني كثيراً بهذا المشهد السياسي الذي يصيغ فيه اليمنيين لوحة جديدة نؤمن بأنها ستكون بالتأكيد مخلِّص حقيقي لماضينا ومشاكلنا وحاضرنا لمستقبل أكثر ازدهاراً .

الجانب الأمني لا شك أنه تأثر ببعض هذه المنغِّصات (إن جاز التعبير) .., على سبيل المثال هناك بعض القوى بعضها قبلية وأخرى سياسية لا يروق لها ما سينتج عنه مؤتمر الحوار الوطني الشامل, هناك أيضاً قوى إرهابية موجودة وتحاول قدر الإمكان أن تعيق العملية السياسية بهذه الصيغة أو تلك وتحدث هذه العمليات والتفجيرات وأيضاً الاغتيالات وهي أحداث غير طبيعية , لكن الوضع الطبيعي أننا نعيش أزمة سياسية ومن يعيشها لا بد أن يتوقع مثل هذه المواقف المتشنجة من هذه الأطراف.

>>  هل يؤثر مسار الحوار الوطني الشامل في مسار الوضع الأمني في البلاد؟

  لا شك في ذلك .. أولاً لأن تباطؤ القوى السياسية والخصوم الحزبيين الذين يناقشون قضايا وطنية مستقبلية معقدة يترك فراغ لهذه القوى المناوئة للجميع, وبعض القوى الغير مقتنعة بما سينتج عنه مؤتمر الحوار يؤثر ذلك دون شك في هذه المسارات .

>> ما الفائدة من عقد مثل هذا المؤتمر طالما هناك أطراف كثيرة لن تكون راضية عن نتائجه ؟

  أغلب الأطراف راضية عن هذا الحوار, لكن ينبغي أن تتوقع مثل هذا الأمر باعتبار أن نتائج الحوار لن ترضي أطراف محددة, هذه الأطراف لديها إمكانات وقدرات وتراكم في المال والأسلحة, وليست هناك أسماء محددة ولكن أبرز طرف حقيقي هو تنظيم القاعدة الذي للأسف يتم التلاعب به من قوى بعضها محلي والآخر أجنبي وبعضها دولي ومصلحته أعاقة العمل السلمي برمته, وعدم استمرار الحل السياسي لأن هذه القوى تريد أن تعيد البلاد إلى مربع العنف الذي بدأ في عام 2011م, وتريد تطبيق التجربة السورية والليبية هنا في اليمن, لذلك قام العقلاء من الأحزاب السياسية اليمنيين بقطع الطريق على هذا التفكير واتجهوا  نحو العمل السياسي.

>>  هل يكفي أن يقوم البرلمان اليمني بحضر تحليق الطائرات في سماء البلاد؟

  أولاً تنظيم القاعدة مثلاً كان محصوراً في ثلاث محافظات وكان تركزها الأساسي في محافظة أبين وهدفها إسقاط هذه المحافظة وأيضاً جزء من محافظة شبوة وكانوا يتمركزوا في أطراف من محافظة حضرموت, لكن الجيش عندما اقتحم هذه المحافظات , وصدر قرار واضح من إرادة سياسية بقيادة الرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية كان لابد من مواجهة هذه القوى والدخول معها في حرب شرسة توزعت هذه العناصر الإرهابية وتحولت إلى أشلاء أشبه بعناقيد توزعت في عدد من المحافظات.

نحن لا نقر بأي ضرب لهؤلاء عبر (الطائرات بدون طيار) واختلفنا مع هذا الطرح وأدنَّاه لأنه لا يفيد , نحن نريد مجابهة شعبية حقيقية والمواطنين أنفسهم يقتنعون أن تنظيم القاعدة هو تنظيم يدمر الناس وظاهرته خطرة على الصعيدين المحلي والعالمي, ثانياً نريد القوى السياسية وكل الأطراف تدين هذه الظاهرة بشكل واضح وتحديداً تلك الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل , ثالثاً نحن نطالب الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تواصل هذا العمل العبثي لأنه مضر كثيراً بسمعة الدولة وسمعة اليمن ويذهبون ضحايا آخرين ليس هم المعنيين بمثل هذه الصراعات.

>>  برأيك هل الولايات المتحدة الأمريكية ستلتزم في حال تقدم اليمنيين بطلب لوقف مثل هذه العمليات؟

  مفروض على اليمنيين رفض هذه العمليات باعتبار اليمن جزء من الدول المكافحة للإرهاب, ومثلها مثل أي دول من دول العالم, وهذا قرار أممي شمل الدول التي بها هذه الظاهرة (الإرهاب), لكن اليمن لا تستطيع بمفردها أن تقاوم هذه الظاهرة, اليمن تحتاج إلى دعم حقيقي آخر بعيداً عن هذا الضرب المركزي الموجه الذي يصيب مرة ويخطئ مرة أخرى, ينبغي أن يتم تدريب اليمنيين أنفسهم لمقاومة ذلك الأمر وإعطاء القوى الأمنية الإمكانات اللازمة, وهذا أفضل بكثير من أنَّ أمريكا  أو أي دولة أخرى تقوم بالعمل نيابة عن المؤسسات الأمنية اليمنية.

>> في الفترة الأخيرة شهدت اليمن سلسلة من التفجيرات في العديد من مدنها بماذا  يمكن ربط ذلك ؟

   قد أشرت في حديثي أنه عندما تتباطأ القوى السياسية في إدراك مسؤولياتها بأنه ينبغي الاتفاق على حل حقيقي لمستقبل اليمن والدولة والاستقرار القادم بإذن الله , عندما يتباطؤون تأتي هذه القوى التي تستفيد من هذا الفراغ السياسي وتحاول أن تضرب هنا وتفجر هنا وتمارس هذا العمل الخارج عن القانون, وهذا لن يعيق العملية السياسية خصوصاً وأن قطارها قد انطلق ولن يتوقف مهما عملوا من إعاقات هنا وهناك , لأننا وبصراحة لا نريد أن نكرر أي تجربة دموية أخرى , نحن نريد حل يضفي لمستقبل اليمن شيء من الطمأنينة للناس وضمان حقوق الإنسان.  

>> بعض المسؤولين اليمنيين الكبار  رجحوا بأن الرئيس/ عبدربه منصور هادي سيبقى بمنصبه الحالي حتى إلى مابعد عام 2014م أي إلى مابعد انتهاء الفترة الانتقالية المتفق  عليها , برأيكم على أي أساس سيبقى في الحكم ؟

  أولاً نحن في اليمن ارتضينا جميعاً كقوى سياسية أن نقبل المبادرة الخليجية بآليتها المزمنة لحل المشكلة السياسية وانتقال السلطة وبالتالي مجرد قبولنا هذه المسألة فإنها تحتاج منا إلى تفكير عميق أولاً في البحث عن شخصية جامعة لكل الأطراف , ولن يجدوا مثل الرئيس/ عبدربه منصور هادي لأنه واحداً من الشخصيات التي جاءت في لحظة مناسبة في أنها تقود العملية السياسية من جانب وتتابع موضوع مخرجات وقرارات مؤتمر الحوار الوطني الشامل من جانب آخر, نحن الآن نتحاور قرابة عامٍ كامل ونيف تقريباً بالتالي لا يكفي أن نصدر أجمل القرارات بل نحن نحتاج أن ننتقل بهذه القرارات إلى الواقع للتنفيذ, ومن سينفذ  يحتاج أولاً إلى ذهنية هادئة ويحتاج إلى شخص توافقي ويحتاج إلى من يثق فيه الناس, إلى هذه اللحظة لم يجدوا إلاَّ شخص الرئيس/ هادي.

>> هل سيكون هذا عبر صناديق الاقتراع أو عبر التمديد ؟

  هناك أكثر من سيناريو  لكن أظن أن الانتخابات هي الفيصل, ينبغي أن ندخل في انتخابات توافقيه جديدة شبيهة بالانتخابات التوافقية التي أجريت في عام 2012م وبرعاية أممية من أجل إنجاز المهام الموكلة في وثيقة المبادرة الخليجية.  

>> ما هي توقعاتكم الشخصية في ضل كل هذه المعطيات  ,مستقبل الحوار الوطني إلى أين؟

  بقناعتي الشخصية أظن أن مستقبل الحوار الوطني الشامل سينجح لأسباب عديدة أولاً لأن المبادرة الخليجية جاءت لحل مشكلة حقيقية, ثانياً قيادات القوى السياسية جميعها مدركة خطورة الوضع في اليمن, بالتالي هم مجمعين على الحل السياسي, ثالثاً هذه المبادرة لها رعاة وهم الدول العظمى روسيا الاتحادية , الولايات المتحدة الأمريكية, و بقية الدول العظمى دائمة العضوية, بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي, إذاً هذه الأطراف كلها لا أظن أنها ستسمح بانزلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى الفشل.