آداب عدن تحتفل بتخرج دفعة أدباء الغد

موقع جامعة عدن الإلكتروني

بقلم/ د. قاسم المحبشي

اللغة الانجليزية ليست مجرد لغة للتواصل والاتصال بين سكان عالم اليوم بل غدت اداة التفكير المنهجي والنظري العلمي في مختلف الدوائر الأكاديمية والثقافية والسياسية والدبلوماسية العالمية، فهي لغة العلم والتكنولوجيا المعاصرة بلا منازع، فضلًا عن كونها خزان لا ينضب بكنوز الأدب والفن والفكر الإنساني الجليل الشأن.

ومنذ تأسيس كلية الآداب في جامعة عدن في العام ١٩٩٥م ضلت الحاجة ملحة لوجود قسم اللغة الانجليزية وآدابها وقبل أربع سنوات فقط تم تلبية هذه الحاجة بفتح قسم اللغة الانجليزية وأدبها بامكانيات متواضعة وفِي ظروف بالغة الصعوبة، ورغم ذلك استطاع قسم اللغة الانجليزية بهيئته التدريسية والتدريسية المساعدة تسيير العملية الأكاديمية في مساق البكالوريوس بجهود متفانية أثمرت اليوم بتخريج أول دفعة للأدب الانجليزي لعدد ٨٧ طالباً وطالبة احتضنتهم قاعة الماسة في مشهد احتفالي بهيج مفعم بمشاعر الفرح بهذا الإنجاز الثمين.

وقد تشرفت بحضور حفل تخرج دفعة أدباء الغد  من الشباب والشابات الذين تمكنوا من انتزاع لحظة تخرجهم وفرحهم بشق الانفس بسبب الحرب الغاشمة ومداراتها الحزينة، لقد أحسست بتلك المشاعر المفعمة بالسعادة والفرح في عيون أمهات وآباء الخريجين والخريجات التي تمور بالدموع الحانية.

وقد كان لي شرف إلقاء كلمة عمادة الكلية واستلام الشهادة التكريمية وتوزيع الشهادات التقديرية على جميع الخريجين والخريجات برفقة الأخ العزيز/ عوض مشبح أمين عام المجلس المحلي لمديرية خور مكسر ، والدكتور/ صالح أحمد كرامة رئيس القسم، والدكتور/ أبوبكر محسن الحامد أستاذ الأدب الانجليزي والترجمة المخضرم في جامعة عدن.

وهاكم خلاصة كلمتي

بِسْم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين

الأخ العزيز عوض مشبح أمين عام المجلس المحلي خور مكسر.

الأستاذ الدكتور صالح كرامة رئيس قسم اللغة الانجليزية في كلية الأداب جامعة عدن.

استاذنا القدير الدكتور أبوبكر محسن الحامد

  الزملاء الاعزاء الزميلات العزيزات أعضاء الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة في قسم اللغة الانجليزية

السيدات السادة أولياء أمور الطالبات والطلاب

السادة الداعمين من رجال المال والأعمال 

الآنسات والشباب طلاب الدفعة الأولى آداب اللغة الانجليزية دفعة الأمل والسلام،

الحضور الكريم

أسعد الله صباحكم بالخير والسلام،

أسمحوا لي في البدء  أن أنقل إليكم  تحايا وتبريكات  عميد كلية الآداب الدكتور/ علوي عمر مبلغ الذي يعتذر عن مشاركتم حفلكم الميمون هذا لأسباب قاهرة.

أبنائنا الاعزاء بناتنا العزيزات ها نحن اليوم نحتفل بتخرج أول دفعة من طلاب وطالبات قسم اللغة الانجليزية في كلية الأداب ٨٧ طالبا وطالبة

وحينما تحتفل اللغات العالمية وأهلها في كلية الآداب فهذا له الكثير من الدلالات والمعاني العلمية والثقافية والإنسانية السامية! إذ نحتفل مع مشاريع واعدة من علماء الادب الانجليزي الذين يفتحون لنا نافذة على كنوز الثقافة العلمية والتكنولوجيا لغة فرانسيس بيكون وأسحاق نيوتن ودانيال دوفو وشكسبير ووليم جيمس وأنشتاين وبرتراند رسل وفرجينا وولف وماري ستيورات وغيرهم من رموز الثقافة والأدب والفكر العالمي،،

طلابنا الاعزاء طالبات العزيزات في أقسام اللغات الأجنبية اعلموا بأنكم نوافذنا التي نراهن عليها للإطلالة على العوالم الثقافية الزاخرة بالعلوم والمعارف المختلفة، وطالب لغات الآداب يختلف اختلافا كلياً عن طلاب اللغات في الكليات والمعاهد الاخرى، انتم لسيوا معلمين لغة لستم معنيين بالنحو والصرف والأصوات والترجمة بل يفترض بان تكونوا أدباء ونقاد ومن ينقل إلينا كنوز الثقافة العلمية بفهم لغاتها، ولاسبيل آخر لدينا لكي نعرف ثقافة الأخر من اللغة أداتنا الوحيدة للتواصل والاتصال والتفكير

فاللغة هي صوت الوجود كما ان السحابة هي صورة المطر!

أنتم اليوم تتأهبوا للتحليق في عوالم أعظم لغات العالم أستخداماً وانتشاراً إذ باتت اللغة الانجليزية اليوم اللغة الرسمية للهيئات الدولية فضلاً عن كونها لغة العلم والتكنولوجيا والاقتصاد والدبولماسية والسياحة ولغة الإعلام والاتصال في الشبكة العنكبوتية عالم الإعلام الجديد المتزايد الاتساع والزاخر باحدث تكنولوجيا الميديا :  أقمار صناعية وقنوات فضائية شبكة عنكبوتية وصحف وسينما وإذاعات ومدنونان وغير ذلك من وسائط الاتصال الاجتماعي كالفيسبوك وتوتير وانستجزام يوتيوب وواتساب وجولات ومواقع الالكترونية وغيرها من التقنيات الإعلامية المتنامية باستمرار.

ها أنتم تتأهبوان لتقحم دروب العمل بعد أن تزودتم / تن /  بما تيسر من معارف أكاديمية  تخصصية في اللغة الانجليزية وآدابها فضلا عن المعارف والخبرات الأخرى التي اكتسبتموها على مدى أربع سنوات من الدراسة في رحاب كلية الآداب  وهكذا صرتم / صرتن ما كُنتُم تحلمون  أن تصيرونه أدباءا وأديبات ومترجمون ومترجمات ونقاد وناقدات  وكتاب وكاتبات وكوادر وكادرات بعد اربع سنوات من التعليم والتعلم والقراءة والكتابة والجد والمثابرة في ظروف لوجستيكية بالغة القسوة والسوء، يحق لامهاتكم الكريمات واباكم  الكرام وكل ذويكم ومن يحبكم أي يحتفي ويفرح بسلامة وصولكم الى هذه اللحظة التي طالما حلمتم وحلمنا معكم بها  منذ أن حللتم أهلا ونزلتم سهلاً في رحاب جامعتكم  جامعة عدن الحبيبة أنها لحظة غامرة بالفرح والسعادة لحظة استراحة المحارب بعد ان تمكنتم من اجتياز اربع سنوات عجاف من المقاومة والحرب والحصار ويرحم الله الشهداء الابرار، وفرحتكم اليوم متعددة  المعاني والدلالات أنها فرحة التخرج بشهادة البكالوريوس باللغة الانجليزية وأدبها  وفرحة الوصول بسلامة وأمان إلى هذه اللحظة الجميلة وفرحة الانطلاق صوب المستقبل الأفضل، فكونوا كما يعول عليكم  حملة أمانة المعرفة  بالصدق والاخلاص والنزاهة ومشاعلا للتنوير والتنمية في مجتمعكم الذي أثخنته الجراح والآلام على مدى عقود من الأعوام.

وأنصحكم أحبتي بالمزيد والمزيد من القراءة والاطلاع فالقراءة هي أوسع الطرق إلى المعرفة! والعقل مثل الأرض مهما كانت خصيبة لا تنتج الثمار بدون حداثة وكذلك هو العقل مهما كان عبقريا لا ينتج الأفكار الجديد بدون قراءة واهتمام! أن مجال تخصصكم يعد من أهم التخصصات في العلوم الإنسانية والاجتماعية في البلاد العربية وهو زاخر بسلسلة متنامية من الكتب والدراسات والأبحاث في عوالم اللغة الانجليزية وأدبها وهي لغة الفاعل القابلة للنمو والتجدد والازدهار على الدوام وفيها كل يوم جديد يستحق القراءة والنقد والتقييم.

  أما نحن في كلية الأداب التي أحبتكم واحببتمهوها فتنتابنا مشاعر متناقضة بين الفرح والحزن؛ عين تفرح وعين تبكي! عين تفرح بكم وبتخرجكم السعيد وعين تبكي لوداعكم وفراقكم العزيز! فبمقدر سعادتنا الصادقة وفرحتنا بتخرجكم المبارك / كن/  تنتابنا مشاعر الحزن والأسى لفراقكم الغالي، إذ على مدى أربع سنوات من الدراسة والنشاط والعشرة الأكاديمية في كليتنا الحانية كُنتُم فيها تبعثون الروح والحياة كل صباح بحضوركم الفعّال. لقد تركتم فينا آثر لا ينسى .

وسامحونا على كل تقصير خارج ارادتنا وكل ما نتمناه لكم اليوم هو أن نراكم نجوما ساطحة وأن تمثلون قيم وعلوم جامعتكم وكليتكم في حياتكم العملية بما يرفع من شأنها وشأنكم فأنتم الثمار اليانعة لعملنا وكل رأسمالنا فاحفظونا كما حفظناكم وسيروا وعين الله ترعاكم  وهاهو العالم الآن يمد لكم يديه بعد أن امتلكتم مفاتيح أسراره والنفاذ الى أعماقه باللغة الانجليزية لغة الحاضر والمستقبل ونتمنى أن نراكم في في برنامج الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه.

ودمتم بخير وسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نائب عميد كلية الآداب لشؤون الطلاب⁠⁠⁠⁠