آخر تحديث :Thu-18 Apr 2024-08:25PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

الإعلام والتسويق لبرنامج التعليم عن بُعد بجامعة عدن - الواقع والطموح والرؤية المستقبلية

2016-09-07

موقع جامعة عدن الإلكتروني



ورقة مقدمة إلى ورشة العمل عن: برنامج التعليم عن بُعد بجامعة عدن، التقويم وتحليل لواقع واستشراف المستقبل (5 – 6 سبتمبر 2016م) التي عقدت بجامعة عدن


قدمت من: (د. سليم عمر النجارـــ أ. نصر مبارك باغريب)*


مقدمة:ـ

تزايد خلال العقود الفارطة الاهتمام بالإعلام والتسويق للخدمات والسلع بكافة أنواعها، وأدى التسارع في التطور التكنولوجي في نظم المعلومات والاتصال على تيسير لاستفادة والانتقال لمختلف أنواع الخدمات إلى الأسواق المحلية والخارجية وأصبح التوجه نحو الأسواق الخارجية واستهدافها ركنا أساسيا في خطط واستراتيجيات التسويق لكل الشركات والمؤسسات ومنها الخدمات للتعليم الجامعي إذ بدأ بالاتجاه إلى الأسواق الخارجية لاستهداف الطلبة في هذه الدول بالاستفادة من التطور في نظم وتقنيات الاتصالات والنقل قد سهل كثيرا للطلبة الراغبين في الدراسة للاستعلام عن الخدمة التعليمية و التعرف على شروط و متطلبات الدراسة في الجامعات الأجنبية ومن ثم الالتحاق بها.

إن التطلع والعمل على تحقيق إرباح وبلوغ النمو المطرد مع اشتداد المنافسة وتعددها في الأسواق المحلية والخارجية وتوفر مقومات وعناصر قوى للمؤسسات الجامعية التعليمية (في بيئتها الداخلية) تمكنها في تحقيق أو بناء ميزة تنافسية مع وجود فرص تسويقية في الأسواق الخارجية وبصفة خاصة تلك الدول ذات البيئات المتشابهة اجتماعيا وثقافيا كدول الخليج العربي كلها عوامل مشجعة لاستهداف كلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية بجامعة عدن للأسواق الخارجية لجذب الطلبة للدراسة فيها ببرنامج التعليم عن بعد.

إن برنامج التعليم عن بعد بجامعة عدن يمتلك مقومات تنافسية مقارنة بالبرامج المشابهة لها عربيا على الاقل مع توفر ظروف مناسبة وفرص تسويقية خارجية تتيح فرصة مناسبة للكلية لاستغلال هذه الفرص التسويقية وتوسيع أسواقها المستهدفة لتشمل الأسواق الخارجية (أي الطلبة العرب في دول الخليج العربي، وكذا يمكن التوسع إلى دول أخرى عربية وأجنبية)، ناهيك عن استهداف السوق المحلية في إطار محافظة عدن أو بقية محافظات الجمهورية.

إن مجالات التميز للكلية هي في قدرتها على تقديم منتج متطور من خلال البرامج التعليمية الحديثة والمواكبة الدؤوبة للتطور في المناهج الدراسية وفي سوق التعليم الأكاديمي، وأيضاً بالاستثمار الجيد والمتواصل في بنيتها التحتية، وكذا في الاعلام والتسويق المناسب الذي يستطيع ان يؤثر ويصل لكل المستهدفين.

 

تمهيد:ـ

يؤدي الاعلام والتسويق دوراً مهما في نجاح أي مؤسسة تهدف إلى تحقيق سمعة ومكانة مرموقة، ومواجهة المنافسة، والتطور في نشاطها، وتحقيق أرباح وعوائد مالية مجزية.

ويشكل الاعلام والتسويق مدماك أساسي في بلوغ النجاح لأي مؤسسة ومنها المؤسسات التعليمية، وأي ضعف أو تراجع يحدث يدل على ضعف أو غياب النشاط الاعلامي والتسويقي لهذه المؤسسة التعليمية أو تلك.

ويواجه برنامج التعليم عن بعد في جامعة عدن، من عدة مشكلات لأسباب عديدة منها الضعف في مستوى وقدرات الادارة مع عدن الاستفادة أو التوظيف الجيد للمكانة وللإمكانيات المختلفة التي تتمتع بها جامعة عدن.

فقد كشفت الأرقام ان اجمالي عدد الطلاب الذين انخرطوا ببرنامج التعليم عن بُعد بجامعة عدن منذ التأسيس (1995م) وحتى الان (2016م)، وكذا عن حجم الايرادات المحصلة من هذا البرنامج مقارنة بالبرامج المشابهة في جامعات أخرى في الجمهورية اليمنية والعربية، عن مؤشر خطير لايمكن ان نوصف من خلاله برنامج جامعة عدن إلا انه برنامج لم يحقق الأهداف المرجوة منه والطموح المعقودة عليه، من حيث مواجهة المنافسة في هذا المجال الأكاديمي وتقديم خدمة تعليمية متميزة وتحقيق إيرادات مادية مجزية تسهم في تغطية العجز المزمن لموازنة التشغيل لجامعة عدن وكلياتها وهيئاتها وأنشطتها المختلفة.

ولا نبالغ كثيراً اذا قلنا أن إجمالي عدد الطلاب الذين انخرطوا ببرنامج التعليم عن بعد بجامعة عدن منذ تأسيس البرنامج وحتى الآن يقترب من اجمالي عدد الطلاب في برنامج التعليم عن بعد لإحدى الجامعات الخاصة اليمنية خلال عام أو عامين دراسيين فقط، كما ان ايراد تلك الجامعة لعام أو عامين فقط يضاهي ايراد برنامج جامعة عدن منذ التأسيس وحتى الان!!، (حيث لايتجاوز إجمالي الإيراد المالي لبرنامج التعليم عن بعد لجامعة عدن منذ التأسيس 1995م، وحتى الآن 2016م عن مليون دولار).

ثمة عدة أسباب تقف وراء هذا الوضع غير المرضي لبرنامج التعليم عن بعد بجامعة عدن، منها أسباب تتعلق بمستوى قدرات وأداء القيادة والإدارة والأداء الأكاديمية وضعف البنية التحتية..، وهي أسباب يمكن تبيانها من الأوراق التي قدمت لورشة (برنامج التعليم عن بعُد بجامعة عدن، تقويم وتحليل الواقع..واستشراف المستقبل 5 – 6 سبتمبر 2016م).

غير ان ثمة سبب مهم للغاية نرى انه يحمل وزراً مهما في تواضع الأداء وتدني عدد الطلاب وضعف الإيراد المالي لبرنامج التعليم عن بعد بجامعة عدن، ألا وهو غياب الترويج والتسويق والإعلام عن هذا البرنامج، وغياب أي خطط أو برامج في هذا الجانب منذ تأسيس البرنامج وحتى الآن ما أثر سلبا على التعريف بالبرنامج وجذب أعداد اكبر من الطلاب وبالتالي إيراد اكبر من الدخل المادي.

ويمكن لنا من خلال هذه المساهمة البحثية والمقدمة لورشة العمل عن "برنامج التعليم عن بُعد بجامعة عدن، التقويم وتحليل لواقع واستشراف المستقبل 5 – 6 سبتمبر 2016م"، ان نستعرض واقع الحال لبرنامج التعليم عن بعد بجامعة عدن والمقترحات والتوصيات لتجاوز ومعالجة الوضع القائم حالياً، وكذا تقديم رؤية إعلامية تسويقية وتحديد مفاهيم التسويق والترويج والاتصال التي يمكن استخدامها، بما يسهم في إيجاد رؤية مستقبلية وفعالة لتحقيق أهداف برنامج التعليم عن بعُد بالنسبة لجامعة عدن.

 

واقع النشاط الإعلامي لبرنامج التعليم عن بعُد في جامعة عدن:ــ

يمكننا ان نحدد جملة من النقاط التي تبين واقع النشاط الاعلامي والتسويقي لبرنامج التعليم عن بُعد بجامعة عدن، من خلال التالي:ــ

- تجاهل القائمون على تأسيس برنامج التعليم عن بعد منذ انشاءه وحتى الان الأهمية والدور التي يمكن ان يؤديها الاعلام والتسويق والترويج في نجاح نشاط البرنامج وأداءه وتوسعه وزيادة ايراداته وجذب الطلاب للدراسة من خلاله أو تقوية مساره ومواجهته للمنافسة.

- غياب قسم أو إدارة الاعلام والتسويق والترويج في كل الهياكل التنظيمية لبرنامج التعليم عن بعد بمسميات هذا البرنامج كبرنامج الانتساب الموجه أو مركز التعليم عن بُعد أو أخيراً كلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية بجامعة عدن.

- لم يصدر أي مطبوع إعلامي ترويجي (صحيفة، نشرة، مجلة) عن برنامج التعليم عن بُعد بجامعة عدن منذ التأسيس.

- ضعف الاعلام التسويق والإعلان عن البرامج الدراسية لجذب المزيد من الطلاب الى برنامج التعليم عن بُعد.

- لم يصدر أي دليل أو مطوية أو كتيب خاص للترويج عن برنامج التعليم عن بُعد بجامعة عدن.

- عدم وجود أي رؤية إعلامية ترويجية لتسويق برنامج التعليم عن بعد حتى الآن، ولم يتم وضع أي خطة اعلامية ترويجية لتسويق برنامج التعليم عن بعد بين أوساط الطلاب المستهدفين في الدول المستهدفة من البرنامج.

- عدم وجود أي إعلامي أو متخصص بنشاط الاعلام والعلاقات العامة ضمن الطاقم الاداري العامل في برنامج التعليم عن بعد، أو في هيكل الكلية التنظيمي.

- لم يجرِ مناقشة دور وأهمية الاعلام والترويج والتسويق والعلاقات العامة في أي من حلقات النقاش والورش السابقة التي تطرقت لإشكاليات وعوامل ضعف الاقبال من الطلاب على البرنامج وتواضع نشاطه وتراجع الاعداد وتقلص المحيط الجغرافي وتدني ايرادات البرنامج.

- ضعف قنوات الاتصال بين الكلية وخريجيها فى العديد في كل الاقسام العلمية، وكذا ضعف التنسيق والتعاون بين الكلية والمستفيدين.

- عدم وجود قاعدة بيانات (إعلامية/أكاديمية/إدارية/قانوينة..إلخ)، بالكلية عن الخدمات التى تقدمها الكلية وعن الجهات المستفيدة من خدماتها، ومنتسبيها، ومواردها المالية ونفقاتها التشغيلية، وبرامجها التطويرية..إلخ.

- ضعف وسائل الاعلان والتسويق وإنتاج البرامج وقواعد البيانات عن الخدمات التى تقدمها الكلية، وعدم وجود الية فعالة لتسويق الخدمات التي تقدمها الكلية، وغياب آلية للاتصال والتواصل بين إدارة برنامج التعليم عن بُعد ووسائل الاعلام الخارجية في الدول المستهدفة.

- الموقع الالكترونى لكلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية على الانترنت لا يتضمن كل امكانيات الجامعة ومميزاتها ، كما انه غير تفصيلى الى الحد المرضى مما اثر سلبيا على تقييم الكلية، وإيجاد المعلومات الكاملة عن برنامج التعليم عن بُعد.

- تجاهل استخدام طرق وأساليب ووسائل الاعلام والترويج غير المباشرة لجذب الطلاب للالتحاق بالدراسة ببرنامج التعليم عن بعد، كإقامة حفلات التخرج وتكريم المتفوقين وتقديم الجوائز ومنح التخفيضات والتسهيلات للطلاب المتفوقين للدراسة العليا بعد البكالوريوس..إلخ.

- عدم وجود نظام ارشاد إعلامي اكاديمى فى الكلية لمساعدة طلاب الدراسة الجامعية الأولى والدراسات العليا ببرنامج التعليم عن بعد فى توفير المعلومات.

- عدم وجود معلومات تعريفية أو تفاعلية في مواقع الاتصال الالكترونية العربية والعالمية كـ جوجل، ووكيبيديا...إلخ، عن برنامج التعليم عن بعد بجامعة عدن.

- عدم وجود نافذة إعلامية تعريفية وترويجية رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي الأوسع انتشاراً كبرنامج الواتساب والاستنغرام والواتساب والفيبر..إلخ للطلاب.

- رتابة موقع الكلية الالكتروني وصفحتها على الفيسبوك على شبكة الانترنت.

- عدم تنظيم مؤتمرات صحفية سنوية لشرح مسار نشاط الكلية للرأي العام لكسب تأييده والترويج للكلية وإطلاع الطلاب الدارسين أو الجدد على مايعتمل في الكلية من تطورات أو تغير في اللوائح أو تقديم تسهيلات جديدة..إلخ.

- عدم القيام بتوزيع أي وسائل أو ادوات ترويجية مادية لجمهور المستهدفين، كتوزيع الهدايا التذكارية، وتقاويم التاريخ السنوية...إلخ.

توصيات للإعلام والترويج والتسويق لبرنامج التعليم عن بعد:ــ

تعد الأهداف المراد تحقيقيها من خلال برنامج التعليم عن بعد بجامعة عدن هي البوصلة التي يمكن ان تعمل من خلالها كل أنشطة وخطط وبرامج الإعلام والترويج والتسويق للبرنامج، ويمكننا هنا أن نقترح الأتي:ــ

- تضمين الهيكل التنظيمي لكلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية قسم أو إدارة خاصة بالإعلام والتسويق والترويج والإعلان للكلية.

- وضع رؤية وخطة متكاملة لأهداف الكلية وسبل بلوغها عبر وسائل الإعلام وعمليات الترويج والتسويق.

- التطوير والتحديث المستمر لموقع كلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية على شبكة الانترنت وعلى صفحات الفيسبوك.

- فتح موقع على شبكة الانترنت لمجلة الكترونية لنشر أبحاث ودراسات الطلاب، وكذا عرض البرامج والمناهج الخاصة بكل تخصصات الكلية.

- إبلاء الإعلام والتسويق عناية خاصة في أنشطة وفعاليات وبرامج الكلية وبرنامج التعليم عن بعد لما لذلك من أهمية في توسع النشاط وتحسين الصورة للكلية وأداءها..إلخ.

- إصدار نشرة أو صحيفة شهرية أو فصلية ترويجية لبرنامج التعليم عن بعد وأنشطة الكلية.

- إصدار دليل ومطوية أو كتيب خاص ارشادي وترويجي وتعريفي لكلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية.

- توظيف اعلامي متخصص ومختص بالعلاقات العامة والتسويق في الكلية ليتولى المهام الإعلامية والتسويقية والإعلانية والترويجية، والتنسيق مع المؤسسات الإعلامية، وليكون ناطقا رسميا بأسم الكلية.

- نسج علاقات مع وسائل الإعلام في الدول التي يدرس فيها طلاب برنامج التعليم عن بعد.

- استحداث وفتح حسابات خاصة رسمية باسم الكلية على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف والترويج للكلية.

- تنظيم مؤتمر صحفي من قبل عمادة الكلية أو مسئول الاعلام والعلاقات العامة بالكلية سنوياً لشرح مسار العملية التدريسية ولكل أنشطة الكلية وخططها المستقبلية والترويج لها.

- تقديم هدايا تذكارية دعائية وترويجية للجمهور المستهدف من قبل برنامج التعليم عن بعد، بوصفها إحدى وسائل الترويج والتسويق للكلية.

- تأسيس استوديو إعلامي وإلكتروني في كلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية بجامعة عدن لإنتاج المواد الاعلامية والتسويقية، وكذا انتاج المواد التعليمية للكلية بمختلف تخصصات الاقسام العلمية فيها.

- تنظيم احتفالات سنوية للطلاب المتخرجين وتكريم المتفوقين وأعضاء الهيئة التدريسية والعاملين الإداريين والفنيين بالكلية.

اتجاهات الرؤية الإعلامية والترويج والتسويق لبرنامج التعليم عن بُعد بكلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية بجامعة عدن:ــ

 

الخطة التسويقية:

الخطة التسويقية لأي مؤسسة تعليمية أكاديمية (جامعة/كلية) أو شركة هي نافذة النجاح في تحقيق الأهداف التي تحملها إلى غاياتها، وبيت القصيد هنا هي كلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية بجامعة عدن.

في الواقع هناك ثلاث أنواع من المؤسسات أو الشركات؛ تلك التي تجعل الأشياء تحدث؛ وتلك التي تراقب الأشياء وهي تحدث؛ وتلك التي تتعجب مما يحدث.

 إن خطة التسويق يجب أن تجعل الأشياء تحدث!

وبوجود خطة تسويق معدّة جيدا، فإن هدف المؤسسة أو الشركة يصبح جعل الأشياء تحدث بدلا من التعجب مما يحدث!

يمكن القول أن الخطة التسويقية هي خطة عمل للمؤسسة أو الشركة تتركز بشكل أساسي على المبيعات للخدمات والتسويق، لكن هذا التعريف البسيط لا يعكس الأهمية والتعقيد الذين يميزان الخطة التسويقية، إذ لا بد لأي خطة تسويقية أن تجيب على الأسئلة التالية:ــ

أين هو موقع المؤسسة التعليمية (كلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية بجامعة عدن) الآن؟

إلى أين تريد أن تصل؟

ما هو السبيل للوصول إلى هناك؟

فالخطة التسويقية هي وثيقة مكتوبة – لا تزيد على الـ 10 صفحات في الغالب – تحدد الاستراتيجية، وبيئة التسويق، والزبائن المتوقعين (الطلاب)، والمنافسة المنتظرة إضافة للأهداف الموضوعة للمبيعات أو الخدمة التعليمية والربح للعام القادم، كما يتم فيها تفصيل وتوضيح الأفعال والإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف التسويقية الموضوعة.

إن أهم عاملين في الإعداد الناجح للخطة التسويقية هما المرونة التي تسمح بالتغيير، وقابلية التعامل مع الأقسام الأخرى للمشروع (المالية، الإنتاج، البحث والتطوير،...إلخ).

 

 أسباب إعداد الخطة التسويقية:

يقول مثل قديم إذا كنت لا تعرف أين أنت ذاهب، فاسلك أي طريق لأنك لن تعرف الفرق عندما تصل.

وبالمثل، إذا كانت لديك فكرة غير واضحة عن المكان الذي تقصده، فإنك بحاجة إلى حظ غير عادي للوصول إليه.

إن مجرد التفكير في إعداد خطة تسويقية يُجبر أي مؤسسة تعليمية أن تفكر جدياً بأهدافها وأسباب بقائها، وبشكل عام تتشابه الأهداف العامة للمؤسسات التعليمية أو للشركات الصغيرة والمتوسطة في الغالبية العظمى من الحالات، وهي تتمحور حول بناء مشروع خدمي تعليمي أو صناعي أو تجاري على أسس سليمة، وتحقيق نمو مضطرد، وربحية لا بأس بها.

ويلعب التسويق دوراً حاسماً في تحقيق الأهداف المذكورة، فهو الذي يقود إلى التعرف على مقومات النمو من زبائن جدد وأسواق جديدة، ويُحدد طبيعة المنتجات والخدمات التي يطلبها هؤلاء الزبائن، ويشرح الإجراءات الضرورية المطلوبة للفوز بصفقات تجارية، ويبين الميزة التنافسية التي تتمتع بها المؤسسة أو الشركة ويقيها الفرص والمخاطر في السوق.

ويجب على الخطة التسويقية المكتوبة أن تشمل جميع الأنشطة التسويقية وأن تُجبر المؤسسة التعليمية أو الشركة على إتباع قواعد التفكير المنظم، بحيث ترسم أهدافاً محددة، موضحة الأنشطة الأكثر فعالية الواجب تنفيذها.

 

تقوم الخطة التسويقية بما يلي:

تربط بوضوح بين الأهداف والإجراءات. ترتب الأولويات.

توضح مسار المؤسسة أو الشركة: إلى أين تريد الوصول وما هي الوسائل التي ستمكنها من الوصول.

تحديد الموارد المطلوبة وأفضل الطرق في توزيعها.

تحدد المسؤوليات، والمهام، والبرنامج الزمني.

تحث المؤسسة التعليمية أو الشركة على التفكير باستراتيجيات جديدة، وإدخال التجديد والتنويع، وإيجاد أفضل الوسائل للقيام بأنشطتها.

تعمل على تخفيف المخاطر لأنها تتنبأ بمشاكل السوق وتهديداته وأخطاره وتقلباته.

تقدم منهجاً لقياس وتحسين وتطوير الأنشطة التسويقية.

يجب على الخطة التسويقية ألا تتصف بالجمود، إنما على العكس يجب أن تتميز بالمرونة بحيث تسمح للمؤسسة أو الشركة بمراجعة خططها في ضوء المستجدات والفرص الجديدة والمشاكل الطارئة، فوجود الخطة التسويقية المرنة القابلة للتعديل يمكّن الشركة من الاستجابة للتغيرات بسرعة أكبر.

 

المسؤول عن إعداد الخطة التسويقية:ـ

يعتمد تحديد المسؤول عن إعداد الخطة إلى حد ما على حجم المؤسسة التعليمية (كلية/جامعة) أو الشركة، فإذا كانت المؤسسة أو الشركة تمتلك قسماً خاصاً بالتسويق فإن على مدير قسم التسويق أن يقوم بهذه المهمة، كذلك في المؤسسات أو الشركات الصغيرة التي يكون فيها المالك أو المدير هو فعلياً من يقوم بفعاليات التسويق فعليه أن يقوم بإعداد الخطة التسويقية.

 

العناصر الأساسية في الخطة التسويقية:ــ

الملخص التنفيذي:

يعد الملخص التنفيذي أداةً مؤثرة عند عرض خطة التسويق أو أية تقارير أخرى على المدراء. وهو عبارة عن عدة فقرات قصيرة تلخص الأهداف الرئيسية والتوصيات التي تتضمنها خطة التسويق.

وفي هذه الحالة فإن المدير المسئول سوف يكون قادراً على تحديد النقاط المهمة في الوثيقة. والملخص التنفيذي هو آخر جزء يكتب ولكنه يمثل أول جزء في التقرير وذلك لكونه ملخص لأهم النقاط الواردة في الأجزاء المختلفة لخطة التسويق. ويتضمن الملخص الموازنة المقترحة والهدف الموضوع للمبيعات (المتمثلة بالخدمة التعليمية بالنسبة للكلية)، لعدة قطاعات من السوق. وإضافة لذلك فقد يتضمن خطط العمل الداخلية للمؤسسة أو للشركة التي تساعد في تحقيق الأهداف.

 

تحليل الموقف:

التحليل الرباعي أو مايعرف بتحليل SWOT:

Crystal Clear app kdict.png: تحليل رباعي

يعتمد هذا الجزء على تحليل أربعة عناصر في غاية الأهمية لمسار وأداء أي مؤسسة تعليمية أو شركة:

1. نقاط القوة (Strength) أو مكامن القوة لدى المؤسسة أو الشركة

2. والضعف (Weakness) الذي قد تكون مصابة به المؤسسة أو الشركة

3. والفرص المتاحة (Opportunity) للمؤسسة أو الشركة

4. والتهديدات (Threats) التي تواجه المؤسسة أو الشركة،

وتُعتبر نقاط القوة والضعف عوامل داخلية في المؤسسة أو  الشركة قد تؤثر على السوق وخطة المبيعات أو (الخدمات التعليمية المقدمة)، ويجب النظر إلى الأمام وتحديد الفرص والتهديدات وتوقع التطورات المهمة التي قد تؤثر على المؤسسة أو الشركة. كما يجب ترتيب الفرص والتهديدات بحيث تحصل المهمة منها على الاهتمام الأكبر، ويحب التركيز على الفرص الجيدة والمعقولة مع الأخذ بعين الاعتبار أهداف الشركة أو المؤسسة ومواردها والعائد المتوقع من الاستثمار.

 

الأهداف:ـ

لكل مؤسسة أو شركة (مثلا كلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية بجامعة عدن)، أهدافها التي تعتمد على رسالتها، وخطة التسويق هي المكان الذي يجب التركيز فيه على الأهداف التي يمكن تحقيقها خلال مدة الخطة، كما يجب أن لا نضع أهدافاً مفرطة في الطموح، لأنه غالباً ما يعود فشل ب بعض الخطط التسويقية إلى الشركة نفسها، فهي في فورة الحماس، تحاول الحصول على الكثير وبسرعة كبيرة. لذا وقبل تحديد أهداف التسويق يجب أن تكون أهداف الشركة قائمة على التحدي ولكنها قابلة للتحقيق، قد يكون الهدف العام لجميع المؤسسات الشركات هو زيادة الربح إلى أقصى حد ممكن، ولكن قد تكون هناك أهداف أخرى

مثل: ضمان استقرار غالبية المساهمين، أو النمو عبر التوسع، أو البحث عن شريك عالمي يمتلك الخبرات العلمية أو التكنولوجية والمالية.

 

استراتيجيات التسويق:

يوضح هذا الجزء الإستراتيجيات اللازمة لتحقيق الأهداف، وتأخذ الاستراتيجية بعين الاعتبار عناصر المزيج التسويقي، ما هي أنواع المنتجات والخدمات التعليمية التي ستعرض وبأي سعر؟ أين ومتى سيتم توزيع هذه المنتجات والخدمات للزبائن (للطلاب)؟ أي أنواع الترويج ضرورية، ولمن سيتم توجيهها وكيف؟ ويمكن تشكيل هذه المتغيرات بحيث تتناسب مع الأهداف التسويقية للشركة.

وفي هذا الجزء من خطة التسويق يجب أن تكون قادرا على وصف كيفية تصميم الشركة لمزيج التسويق بالطريقة المثلى. وأيضا يجب تحديد الخطة الاستراتيجية المناسبة المتناغمة مع الاهداف التكتيكية المناسبة.

 

برنامج العمل:ـ

ويقوم برنامج العمل بتحويل التحليلات والأهداف والإستراتيجيات إلى أعمال محددة تجيب عن الأسئلة التالية حول خطة التسويق:

من هو المسؤول؟

ما الذي يجب عمله؟

أين سيبدأ البرنامج؟

متى سيتم إنجازه؟

لماذا هو مهم، وضروري؟

كيف سيتم تنفيذه؟

ماذا سيكلف؟

كيف ستتم مراقبته والتحكم به؟

الميزانية:ــ

إن موازنة التسويق هي بيان يعطي فكرة صحيحة عن الربح والخسارة، وتعطي تحليلا للعائدات والنفقات لتحديد الربح المتوقع، ويوضح الجزء الخاص بالعائدات حجم المبيعات المتوقع والسعر، بينما يوضح الجزء الخاص بالنفقات الرواتب وتكلفة التزويد والأجور ونفقات التسويق. ويشكل الفرق بين العائدات والنفقات مقدار الربح أو الخسارة، كما يعتبر هذا الجزء أحد أهم الأجزاء في خطة التسويق حيث انه يعطي تفصيلات عن النتائج المالية التي تهدف إليها المؤسسة أو الشركة أو الكلية/جامعة...

 

تقييم النتائج:ـ

يحدد هذا الجزء كيفية مراقبة وتقييم الخطة، حيث يتم تحديد معايير النجاح لقياس مدى نجاح الخطة التسويقية، ومن خلال مراقبة سير العمل خلال مدة تنفيذ الخطة يتم الحكم على نجاحها أو فشلها، قد يكون أحد

أسباب فشل الخطة هو وجود ضعف في بعض الاستراتيجيات الموضوعة، وبالتالي يتم مراجعة هذه الاستراتيجية وتقويمها من جديد.

وقد تكون قلة المعلومات عن السوق وعن المنافسين من أسباب فشل الخطة.

� (تفاصيل أوفى عن الرؤية الاعلامية والخطة التسويقية لبرنامج التعليم عن بعد بجامعة عدن في نسخة الورقة الكاملة المقدمة للورشة).