آخر تحديث :Thu-18 Apr 2024-08:25PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

شهيد اليراع الأنيق

2015-09-13


بقلم : د.عبدالعزيز صالح بن حبتور


موقع جامعة عدن الإلكتروني



قبل أيام معدودة نُقل إلينا نباء فاجع هو استشهاد الإعلامي والمثقف الجميل عادل بن محمد عبدالعزيز في ضواحي مدينة الحوطة {حوطة الفقيه على } إحدى الحواضر التاريخية والتجارية في مديرية ميفعه محافظة شبوه ، ( و إحدى مدائن سلطنة الواحدي سابقاً ) ، أُغتيل الشهيد نهار الخميس العاشر من سبتمبر العام 2015 م من قبل مجموعة متطرفة لا يحكمها ضمير إنساني ولا واعز ديني ولا رادع أخلاقي ، بل يحكمها التطرف والتعصب غير الإنساني ، سمعت كغيري بالخبر المحزن الذي ذهب ضحيته أحد أهم الشباب المثقف بمدينة الحوطة وشبوه كلها ، كان يتسلح بوعي عالي تجاه قضايا و طنه الكبير اليمن ، إذ كان يمتطي صهوة اليراع المشع نوراً ، ليرسم على جدارية الوطن أعظم اللوحات الإنسانية بقيم التسامح الإنساني بعيدا عن التعصب والحقد والكراهية ، كان يعشق الحرف كثيراً لتكون وسيلته الوحيدة في نقش وكتابة تاريخ منطقة هامة من اليمن الكبير ، وتنقل في صياغاته البليغة للجمل والعبارات الموحية لهموم الإنسان في الوطن من خلال حروفه وعباراته ومقالاته.


تعرفت على الشهيد في منتدى ( قنا التاريخي الأجتماعي / الثقافي ) ، بعضهم يسميه منتدى بالحاف الأقتصادي ، إذ تأسس هذا المنتدى بجهود عدد من أبناء مديريات ميفعه ، حبان ، الروضه ، رضوم ، الطلح ، جردان ، عرما ، وكان الشهيد / عادل رحمة الله عليه احد أبرز المتحمسين لتأسيسه لانه من أبناء عدن الذين أدركوا أهمية تشكيل حاضنه ثقافية لأبناء هذه المديريات في محافظة عدن ، لقد كانت له رؤية ثاقبة بعيدة المدى ، و هذه إحدى مزايا ه الإيجابية ، وفي كل المراحل التي مررنابها إتسم الشهيد بالإيجابية في التعاطي مع الاحداث والوقائع ، ساهم بجهد ملموس مع زملائه بالمنتدى في تسيير قوافل الاغاثات للمنكوبين من ابناء مدينة عدن والمدن اليمنية الاخرى .


وباعتباره مؤرخ وصحفي أتسم في طرحه للقضايا بموضوعية كبيره و كان مدافعاً عن الحق دون مبالغات ، لكنه انتقد بشده ظاهرة التطرف بكل أنواعه الديني ، العصبوي ، القبلي و المناطقي و الحزبي والمخزن المبكي ذهب ضحية التطرف في وقت نحن جميعاً نحتاج اليه كأنسان ومثقف وصحفي مميز .


ظاهرة التطرف والتعصب ليست وليدة اليوم ولم تتصف به أمة او دين بعينه بل هي ًممتدة منذ فجر التاريخ وكلالامم والديانات قد إكتوت بها الجميع معني بمحاربة هذه الظاهرة بكل الوسائل التربوية والإعلامية والوعظية التسامحية في الاسرة والعائلة والمدرسة والجامعة والمسجد والمنتديات بكل أنواعها ، وتحريم التحريض بكل صوره الدينية و السياسية المؤدية الى تثوير الفتن والأحقاد والكراهية بين المواطنين ، كل ذلك يحتاج الى جهد الجميع لان الجميع أصبح يكتوي بنارها .


و دعنا الشهيد بعيون دامعه وقلوب مكلومة وحزن عميق و في لحظة فارقة من الزمن المشرئبة فيه آمال كل اليمنيين الى الحل السياسي لوطننا العزيز وكلنا نرقب لبارقة الأمل في جلوس جميع الأطراف السياسية على طاولة واحدة للبحث معاً عن حلٍ يظمن للوطن أمنه وأستقراره وما أعلان الرئيس / عبدربه منصور هادي بالموافقة بإرسال وفد من الحكومة اليمنية للمشاركة و للبحث عن صيغة توافقية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 يسير بالاتجاه الصحيح نحو إيقاف الحرب والاقتتال بكل نتائجها المأساوية وليس هناك حل ناجع قادم سيرتضيه اليمانيين أقل من تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أسهم فيه كل ممثلي قوى الشعب اليمني لأرساء أسس بناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة القادمة باذن الله .


رحم الله الشهيد / عادل بن محمد عبدالعزيز باشيبه بن الفقيه علي واسكنه فسيح جناته والهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان ولا حولى ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، ، قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }

صدق الله العظيم .

والله من وراء القصد .



بقلم: أ. د/عبدالعزيز صالح بن حبتور – رئيس جامعة عدن ، محافظ عدن السابق