آخر تحديث :Thu-18 Apr 2024-08:25PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

محافظ عدن يطلع على المعالم التاريخية بجبلي شمسان وحديد والعقبة ويحث المختصين على بحث سبل الحفاظ على إرث ومعالم المدينة العتيقة

2015-02-09

موقع جامعة عدن الإلكتروني



عـدن/نصر باغريب:

دعا البروفيسور/عبدالعزيز صالح بن حبتور محافظ محافظة عدن اليوم الأكاديميين والباحثين والمهتمين إلى إيلاء اهتماما أكبر بدراسة تاريخ مدينة عدن وما تختزله من مكنونات أثرية وشواهد حية تظهر الإرث الإنساني المتعدد في هذه المدينة العتيقة التي ورد ذكر جوانب منها في الكثير من كتب المؤرخين والأديان السماوية.



كما دعا الأخ/محافظ محافظة عدن الجهات المعنية بشئون السياحة والحفاظ على تراث المدينة الحضاري إلى تدارس سبل تنشيط القطاع السياحي في عدن، لما تحتضنه هذه المدينة من معالم تاريخية كثيرة لازالت قائمة وتدعو للفخر والاعتزاز.



جاء ذلك خلال قيام البروفيسور/عبدالعزيز صالح بن حبتور يرافقه الدكتور اللواء ركن/ناصر عبدربه الطاهري قائد المنطقة الرابعة، واللواء/صالح علي حسن اليافعي نائب قائد المنطقة الرابعة، وعدد من المسئولين بالمحافظة بزيارة لعدد من المعالم التاريخية في جبل شمسان (جبل التعكر، وجبل العًر)، وجبل حديد.



وأطلع الأخ/محافظ عدن ومرافقيه خلال زيارته على عدد من المباني والمنشآت القديمة والحصون الأثرية وباب عدن في منكقة العقبة بكريتر..، معرباً عن أمله أن تتاح الإمكانيات اللازمة من قبل الجهات المختصة لإعادة بناء الجسر الحجري العلوي لباب عدن بما يعيد الاعتبار لتاريخ المكان، ويعرف السياح بجزء من جماليات وتاريخ عدن.



وطاف الأخ/محافظ عدن ومرافقيه بالمواقع الأثرية بجبل حديد ومنشآتها الباقية وأبوابها القديمة..، كما تم الاطلاع على ماتبقى من الجسر العلوي الرابط لباب عدن بالعقبة، الذي يطل على مناظر جميلة وساحرة على مدينة وبحر عدن..، كما جرى خلال الزيارة أيضاً التعرف على التأثيرات السلبية التي أدت إلى فقدان بعض اللقى والمكونات الأثرية بجبل شمسان وجبل حديد والعقبة، وتعرض البعض الأخر لعوامل التعرية والإهمال والتخريب..، منوهاً إلى الحاجة الماسة للحفاظ على المنشآت والحصون والبوابات الأثرية في جبل شمسان وجبل حديد والعقبة بوصفها شواهد مادية تسرد تاريخا طويلة ومهما لمدينة عدن.



يذكر أن الجبل المشهور حاليا بأسم (جبل شمسان) يعد من أعالي الجبال المحيطة بعدن بل وأعظمها، وكان يعرف قديماً بأسم جبل �العُر�، ويبلغ ارتفاعه نحو 553م عند أعلى قمة فيه فوق مستوى سطح البحر وتتدرج هذه الكتلة الصخرية باتجاه الغرب..، حيث تعرف بسلسلة جبال شمسان في منطقة المعلا والتواهي حيث تنتهي عند راس طارشن، وتتفرع سلسلة جبال شمسان نحو الشرق والجنوب حيث تعرف بجبل العيدروس جنوباً وجبل المنظر شرقا على ساحل جزيرة صيرة.



والمشاهد لجبل شمسان (العر) يراه مغبراً وتسكنه نباتات ميتة، لكن المتمعن في النباتات يجدها نادرة ويكسوها اليبس، لكن اذا ما لمست نبته ستجدها طرية، لأنها من النباتات المقاومة للتصحر والحرارة، وما إن تهطل الأمطار الموسمية تجدها تخضر وتتكاثر.



ويقول الباحث/معروف إبراهيم عقبة ان هناك قرابة 250 نوعاً من النباتات على جبل وهضبة شمسان، وأوضح ان كثيراً من النباتات نقلها الرحالة من عدن فهناك نبته اسمها العلمي “adinym” نبتة العدنة وهي نبتة كبيرة مقاومة للجفاف.



وتعود تسمية "جبل حديد"، كما أشيع قديماً لوجود معَدَن الحديد فيه، وروى/ابن المجاور في "تاريخ المستبصر"، أن رجلاً سبك منه حديداً قدر بهارين ونصف وغار المعدن عن أعين الناس..، وتوجد في جبل حديد العديد من الممرات والتحصينات العسكرية من قلاع وحصون دفاعية، ويكتسب جبل الحديد أهمية من موقعه الاستراتيجي الذي يجعله مشرفاً ومطلاً ومهيمناً على مدينة عَدَن؛ من أجل ذلك جاءت أهميته لكل الدول المتوالية على حكم عَدَن، وتعود تلك القلاع والحصون إلى عصور الأيوبيين والأتراك والاستعمار الإنجليزي.



ويقع على جبل حديد البغدتان (النفق الصغير والنفق الكبير)، والنفق الصغير: عبارة عن ممر منقور في الجبل المقابل لجبل حديد من جهة الجنوب، ويمتد شرقاً إلى جوار مبنى (مكتب التربية والتعليم بخورمكسر) في الوقت الحاضر، وما بين الجبلين من فضاء أو أراضٍ يسمى البرزخ الكبير الذي يقدر طوله حوالي 3:4 ميل، ويتصل النفق الصغير إلى الجبل الذي حفر في أسفله النفق الكبير، ويقع مبنى إدارة التربية والتعليم بمديرية خورمكسر، عند نهاية رأس الجارف الذي يربط بين النفق الكبير والنفق الصغير، ويوجد بالبرزخ الكبير خزانات للمياه، أما النفق الكبير: فيمتد بطول قدره 350 ياردة، ويمر تحت جبل المنصوري ليصل إلى مقربة من باب عَدَن المسمى باب البر بالقرب من الشارع الرئيسي (شارع الملكة أروى)، وبجوار مصنع المياه الغازية ومقابل مبنى (معهد الفنون الجميلة) بمديرية كريتر في الوقت الراهن.



وبالنسبة لباب عَدَن (العقبة)، فهو أحد المنافذ البرية وكان المنفذ البرري الوحيد لعدن قديماً، قبل كبس وفتح الطريق من كريتر إلى خورمكسر مباشرة ابان فترة الاستعمار البريطاني، وهو الطريق المحاذي حاليا لمبنى محكمة عدن، وعدن مول، ويربط مدينة عَدَن التاريخية بمدينة المعلا من ناحية الغرب.

وتقع العقبة (باب عدن) بنهاية النفق الكبير (البغدة الكبيرة)، ويقع باب عَدَن أسفل جبل التعكر، ويسمى (باب البر)، وأطلقت عليه تسميات أخرى أيضاً مثل باب السقايين، وتعيد بعض المصادر التاريخية بناء باب عَدَن إلى شداد بن عاد حيث تم نقب باب في الجبل، وجعل عَدَن سجناً لمن غضب عليه!!؟ وقد قام (الملك الناصر الرسولي)، بتوسعة في باب عَدَن البري كما تفيد رواية كتاب تاريخ الدولة الرسولية، وذلك ما أطلق عليه اسم باب الزيادة الذي شيد في سنة 809هـ بالقرب من باب عَدَن القديم، ويشير الأستاذ المؤرخ/حسن صالح شهاب إلى أن باب الزيادة السالف ذكره هو باب العقبة، ويحتل باب عَدَن (العقبة) موقعاً استراتيجياً هاماً، وقد كانت بوابته في السابق تفتح صباحاً وتغلق مساءاً وقد بنى عليه الإنجليز جسراً في يناير 1867م، وهدم ذلك الجسر في عام 1963م بهدف توسعة الطريق، وجرت في البوابة خلال عهود الأتراك والإنجليز الكثير من التوسعات والترميم وسفلتة أرضيتها.