آخر تحديث :Thu-18 Apr 2024-08:25PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

صبراً آل الحريبي

2014-09-26

موقع جامعة عدن الإلكتروني

عـدن/نصر باغريب:

"الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " سورة البقرة"




بقلوب ملؤها الأسى والحزن انتقل إلى رحمة الله تعالى الفنان التشكيلي والرسام المبدع الأستاذ/ محمد عبدالرحمن حسين صالح الحريبي، وذلك إثر خطأ طبي..، ويعد الفقيد "الحريبي"، من أهم الفنانيين التشكليين الذي برز مؤخراً على الساحة المحلية، وله إسهامات كبيرة في تطوير فكر ومدرسة الفن التشكيلي وله مؤلف مطبوع وأخر لم يطبع بعد، كما أسس الفقيد الحريبي وأبتكر الفن التشكيلي المتناظر (ثنائية الصورة)، ويعد بذلك أول مؤسس لهذا الفن على مستوى العالم كله، كما يعد الفقيد من أبرز المساهمين والمشاركين في العديد من معارض الفن التشكيلي التي أقامتها جامعة عدن، وأخرها مشاركته في المعرض الفني الذي أقيم بمناسبة أسبوع الطالب الجامعي للعام الجاري، وكذا تشجيعه ومساهمته لعدد من طلاب جامعة عدن بالمعرض الذي أقيم مؤخراً في قاعة المكتبة الوطنية بعدن، ولم يحظ الفقيد "محمد عبدالرحمن الحريبي، بأي فرصة من الحكومة لتوظيفة، أو بالاهتمام بفنه، من قبل الجهات المعنية، وظل يكابد معاناة التجاهل والإهمال وشظف العيش حتى وافته المنية.



نسأل الله العلي القدير أن يجعله من أهل الجنة، وان يسكنه فسيح جناته وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وان يلهم أهله و ذويه الصبر والسلوان

"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وارْحَمْه واعفُ عنْهُ وأكرمْ نُزُله، ووسِّع مُدْخلَه، واغسله بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّهِ من الخطَايا كَمَا ينَقَّىَ الثَّوبَ الأَبيضَ من الدَّنَسِ، وأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ." ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، إنّا لله وإنّا إليه راجعون

 المعزون:

الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور

رئيس جامعة عدن

  وكذلك من: نصر مبارك باغريب، وهيب مهدي عزيبان، عبدالرحمن حسن باهارون.

ومنتسبي الجامعة كافة






وفيما يلي ننشر مقالا كتب عن الفقيد في 22 يوليو 2013م، عقب مشاركته في المعرض الفني الذي أقيم ضمن فعاليات الخيمة الرمضانية لـ "منتدى عدن للتنمية":ــ

 

((يبحث عن وظيفة تعينة على ابراز فنه للعالم الحريبي..اول فنان تشكيلي يبتكر اسلوبا جديدا على مستوى العالم))

كتب/نصر مبارك باغريب (22 - يوليو - 2013 , يوم الإثنين)

 

أستغرب الحضور والمشاركين في الخيمة الرمضانية لـ "منتدى عـدن للتنمية" تلكم اللوحات المرسومة ثنائياً لكل منظر، فهم لم يألفوا هكذا معرضا للرسوم التشكيلية من قبل، حتى أن أحداهم وهو المتخصص الأكاديمي في الفن التشكيلي شارك جموع الحضور بذلكم الاستغراب.



مـنـدوحـة الأستغراب، هـو هذا الترافق لازدواج لوحات الرسومات في المعرض التشكيلي المزنر لخيمة منتدى عـدن للتنمية، في تصوير منـظـر واحد من زوايا وأبعاد مختلفة، فنجد منظراً لمنارة عـدن رسمَ في اللوحة الأولى من الجهة القبلية وفي لوحة ثنائية أخرى تصويراً منارة عـدن ولكن من الجانب البحري.

وهكذا يجـد الزائر لمعرض الفن التشكيلي لخيمة منتدى عـدن للتنمية (المسمى ثنائيات فن العمارة)، 60 لوحة ثنائية لمعالم مدينـة عـدن، فهنا ثنائية للوحتان لـ قلعة صيرة، يجاورهما لوحتان ثنائية لباب عـدن، وهذا مشهد مرسوم مرتين لمسجد أبان..، وتلك صورة مكررة من زوايا مختلفة لصهاريج الطويلة العتيقة، ونرى كذلك رسما تشكيليا لم يتجرأ أحدا من قبل على رسمه بتصوير فني مبدع ألا وهو هوائي الارسال بساحل جولد مور بالتواهي.

وتتراءى أمام الزائر لمعرض الخيمة الرمضانية لوحات متتالية على طول صحن الخيمة كأنها بنيان مرصوص، تتلالا المشاهد لمعالم عـدن ومعمارها وأماكن السياحة فيها وشوارعها العتيقة ومساجدها التي ينضح من جنباتها عبارات الدعاء والصلاة وترتفع من على مآذنها أصوات الأذان لتمتد الصور في المعرض التشكيلي إلى عرضاً ذو اتصال طبيعي وانسيابي من مناظر لمعالم مشهورة بحضرموت، تجسيد للصلة الوثقى تاريخيا وحاضرا ومستقبلا بين عـدن وحضرموت.

وثنائية الصورة للمنظر الواحد الذي يصور مشهداً واحداً لمنظر واحد (لكل عمل فني لوحتين)، تعد تقنية جديدة لم تستخدم قـط في أي مكان في العالم، رائدها ومبتدعها الفنان التشكيلي والباحث محمد عبدالرحمن الحريبي المولود بمدينة عـدن مدينة الحضارة والحلم وصرخة الحرية الأولى ومنبع الابداع والتميز الإنساني.

الفنان المبدع/محمد عبدالرحمن الحريبي يأمل بالإيداع القانوني في المكتبة الوطنية بعدن، للحصول على الملكة الفكرية لإبداعه في مجال ثنائية الصورة، بعد أن وثق معظم لوحاته الثنائية بكتاب طبعة على نفقته الخاصة..، وكذا لابتداعه أسلوبا جديدا بالرسم بواسطة استخدام الحـفـر على الخشب والطباعة كقالب يتم من خلاله إعادة الرسم على اللوحة النهائية للرسم على لوحة قماشية أو ورقية، ومن خلال هذه التقنية الجديدة عالمياً استطاع الفنان التشكيلي محمد عبدالرحمن الحريبي إعداد لوحات معرضه الـ60 خلال ستة اشهر من التعب والإبداع الاخاذ والجهد بالوقت والمال الخاص دون تشجيع أو رعاية من أي جهة.

همس الفنان محمد عبدالرحمن الحريبي في أذني فيما أنا منهمك بتأمل لوحاته في المعرض الذي يقيمه حالياً في خيمة منتدى عدن للتنمية (19 – 25 يوليو2013م)، "التشجيع الكبير والأول الذي ألقاه وأشعرني بسعادة كبيرة هـو هنا في هذه الخيمة الرمضانية التي أقامها منتدى عـدن للتنمية ورعى فعالياتها الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن، رئيس المنتدى، ودعمها الشيخ/أحمد صالح العيسي نائب رئيس المنتدى".

وحرص الفنان محمد عبدالرحمن الحريبي على أن يؤكد لي بقوله: "بصدق أن رواد الخيمة الرمضانية لمنتد عـدن للتنمية من أساتذة جامعيين ومثقفين وإعلاميين وطلاب وشباب، يتمتعون بذوق فني رفيع..، لقد أحسست بتشجيع واستحسان لأعمالي وتقديرهم لما أقدمه من إبداع جمالي توثيقي لمدينة عـدن وكذا لبعض لوحاتي لحضرموت الأصالة والتاريخ وتوائمة عـدن".

وقال: "لقد حمل معرض الرسوم الفنية بالمنتدى (ثنائيات فن العمارة)، موضوعا جديدا غير مألوف من قبل للجمهور وصور العمارة المحلية ومعالم مدينة عـدن التاريخية والمهمة في المدينة بطريقة إبداعيه مبتكرة..، مشيراً أن هذا المعرض لقي اقبالا كبيرا من الجمهور بالخيمة الرمضانية لأنه جاء في وقت صعب وبعد ركود فني بائن وقصور في الانتاج لمثل هذه الاعمال لأسباب الاوضاع السلبية التي تمر بها البلاد".

وأضاف بالقول: " أن وجه الغرابة لدى كثير من الزوار والرواد لمعرضنا في خيمة منتدى عـدن للتنمية هو أن يقام معرضا فنيا تشكيليا بهذا المستوى العالمي والمبتكر في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا".

إنه الابداع والإرادة التي لاتعرف القنوط التي اجتمعت لدى الفنان محمد عبدالرحمن حسين صالح الحريبي وجعلته يفيض ابداعا وفنا وابتكارا يمتع مشاهدي لوحاته ويبهرهم بأسلوبه الفني الرائد والفريد..، انه فنان بالفطره دفعه شغفه بالبحث عن خصائص العمارة المحلية وعمارة المساجد الاسلامية وضرورة توثيقها وحفظها من الضياع في غياهب النسيان إلى الرسم الابداعي الذي لم سيبقه إليه أحد من قبل..، وهو يستعد حالياً لمواجه واقعه بإقامة معرض دولي خارجي..، ظروفه الصعبة ومعاناته في عـدم حصوله على وظيفة حتى الآن لم تفتر من عضده وتعهد بمواصلة مشواره الذي بدأه بتشجيع من الشباب واستغراب مزمن من الكبار.